مثقفون: المجلس العسكرى وضع نفسه فى صدام مع الثوار
السبت، 23 يوليو 2011 - 18:14
عمار على حسن
كتبت سارة عبد المحسن ونورا النشار
أثار البيان الأخير للمجلس العسكرى تحفظ الكثير من السياسيين والمثقفين،
معتبرين أنه وضع نفسه فى حالة صدام مع الثوار، لافتين إلى أن تخوين بعض
القوى السياسية هو نفس الأسلوب الذى اتبعه مجلس قيادة ثورة يوليو 52 مع
معارضيها.
وأشاروا إلى أن هذا الأسلوب فى الحوار مع الثوار جعل البعض يرى أن الثورة
بدأت تنحرف عن مسارها لتحقيق أهدافها، وأصبحت أسيرة للمجلس العسكرى، الذى
يصفون أداءه بأنه امتداد لنظام مبارك القمعى، رغم تأكيده الدائم أنه يدعم
الثورة وملتزم بتحقيق مطالبها.
وأكدوا أن المرحلة التى تمر بها مصر الآن هى الأكثر خطورة من بداية
الثورة، لأنها بحاجة إلى مناورة أذكى وأعمق من مناورات الاعتصام والاحتجاج.
يقول الباحث السياسى عمار على حسن، إن المجلس العسكرى ينظر إلى ثورة يناير
باعتبارها انتفاضة لتصحيح مبادىء ثورة يوليو، التى لم تطبق وليس ثورة ضد
الحكم العسكرى الذى حكم البلاد منذ 52، لذلك يعمل على البقاء على النظام
القديم، باعتباره جزءاً من هذا النظام، ولأنه يريد البقاء فى السلطة
والتمسك بها.
وأوضح حسن أن الجيش يقوم حالياً بالالتفاف على الشرعية الثورية، عندما
اعتبر استفتاء 19 مارس كان فرصة لإعطاء الجيش الشرعية للحكم، كما أن الجيش
يعمل على فصل الثورة عن محيطها الاجتماعى، بجعل المصريين يكرهون الثورة
وينفضون من حولها، وبالتالى يسهل الالتفاف على الثورة.
وأكد حسن أن الفرق بين ثورة يوليو 52 وثورة يناير 2011 أنه فى 52 كان
انقلاب عسكرى التف حوله الشعب فتحول إلى ثورة، بينما الآن هى ثورة شعبية
دعمها الجيش، ولكن إذا انفض من حولها الشعب تحولت إلى انقلاب عسكرى، كما
أن ضباط يوليو كانوا يحاولون القضاء على نظام قديم، لذلك بدأوا بخطوات
قوية للقضاء على النظام حينها وبناء نظام جديد، لكن ضباط يناير يسيرون
بخطوات بطيئة جدا لإنهاء النظام القديم يريدون البقاء عليه، لأنهم كانوا
جزءاً منه ويريدون الاستمرار فى السلطة.
ويقول د.عماد عبد اللطيف، مدرس البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب جامعة
القاهرة، تحليل الخطاب يتم على مستويين: مستوى الخطاب كمفردات وعبارات،
والمستوى الآخر هو أسلوب إلقاء الخطاب، مشيراً إلى أنه عند عمل مقارنة
خطابات ثورة 1952 وخطابات المجلس العسكرى الآن سنجد أن خطابات 52 كانت
تعتمد على الخطيب نفسه بدءاً ببيان السادات، الذى أعلن فيه الانقلاب
العسكرى، ثم محمد نجيب الذى كان يستخدم خطابا ودوداً حتى ظهور جمال عبد
الناصر، فقد كان يعتمد على أسلوب التأثير على الجمهور، بينما الآن الوضع
مختلف، حيث يتم الاعتماد على قوة البيان، لأنه لا يوجد قائد يلتف حوله
الشعب.
وأضح عبد اللطيف أن أهم سمات الخطاب فى فترة التحول فى ثورة 52 هى الظروف
المحيطة من اضطرابات ومظاهرات التى ساعدت على تركيز السلطة فى يد الجيش
وإحكام قبضته، فقام بوصف كل مخالف له بالفساد، وقام باتباع سياسة التطهير
ومهاجمة كل القوى السياسية الموجودة، بدءاً باليساريين وانتهاءً بالإخوان،
أما المجلس العسكرى الآن لا يقدم نفسه بأنه صاحب الثورة، ولكنه يمارس
السلطة، ويتحكم فى زمام الأمور بشكل كامل، لافتا إلى أن الخطورة الآن أن
المجلس العسكرى وضع نفسه فى حالة صدام مع الثوار، وإن كانت خطابته تدعو
إلى استمرار الحوار، إلا أن النبرة التى يستخدمها تهدم كل جسور الحوار.
بينما أكد المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، أن
عودة الاعتصام بالتحرير وكل ميادين الجمهورية هو الحل الأكيد لتحقيق
المطالب للثوار، مشيراً إلى أنه لو تطلب الأمر إعلان العصيان المدنى فلا
مانع من ذلك، لأن الوضع الحالى والبيانات الأخيرة التى بدأ الجيش فى
الخروج مؤخرا تنبىء بتخليه عن التزاماته التى وعد بها الشعب.
السبت، 23 يوليو 2011 - 18:14
عمار على حسن
كتبت سارة عبد المحسن ونورا النشار
أثار البيان الأخير للمجلس العسكرى تحفظ الكثير من السياسيين والمثقفين،
معتبرين أنه وضع نفسه فى حالة صدام مع الثوار، لافتين إلى أن تخوين بعض
القوى السياسية هو نفس الأسلوب الذى اتبعه مجلس قيادة ثورة يوليو 52 مع
معارضيها.
وأشاروا إلى أن هذا الأسلوب فى الحوار مع الثوار جعل البعض يرى أن الثورة
بدأت تنحرف عن مسارها لتحقيق أهدافها، وأصبحت أسيرة للمجلس العسكرى، الذى
يصفون أداءه بأنه امتداد لنظام مبارك القمعى، رغم تأكيده الدائم أنه يدعم
الثورة وملتزم بتحقيق مطالبها.
وأكدوا أن المرحلة التى تمر بها مصر الآن هى الأكثر خطورة من بداية
الثورة، لأنها بحاجة إلى مناورة أذكى وأعمق من مناورات الاعتصام والاحتجاج.
يقول الباحث السياسى عمار على حسن، إن المجلس العسكرى ينظر إلى ثورة يناير
باعتبارها انتفاضة لتصحيح مبادىء ثورة يوليو، التى لم تطبق وليس ثورة ضد
الحكم العسكرى الذى حكم البلاد منذ 52، لذلك يعمل على البقاء على النظام
القديم، باعتباره جزءاً من هذا النظام، ولأنه يريد البقاء فى السلطة
والتمسك بها.
وأوضح حسن أن الجيش يقوم حالياً بالالتفاف على الشرعية الثورية، عندما
اعتبر استفتاء 19 مارس كان فرصة لإعطاء الجيش الشرعية للحكم، كما أن الجيش
يعمل على فصل الثورة عن محيطها الاجتماعى، بجعل المصريين يكرهون الثورة
وينفضون من حولها، وبالتالى يسهل الالتفاف على الثورة.
وأكد حسن أن الفرق بين ثورة يوليو 52 وثورة يناير 2011 أنه فى 52 كان
انقلاب عسكرى التف حوله الشعب فتحول إلى ثورة، بينما الآن هى ثورة شعبية
دعمها الجيش، ولكن إذا انفض من حولها الشعب تحولت إلى انقلاب عسكرى، كما
أن ضباط يوليو كانوا يحاولون القضاء على نظام قديم، لذلك بدأوا بخطوات
قوية للقضاء على النظام حينها وبناء نظام جديد، لكن ضباط يناير يسيرون
بخطوات بطيئة جدا لإنهاء النظام القديم يريدون البقاء عليه، لأنهم كانوا
جزءاً منه ويريدون الاستمرار فى السلطة.
ويقول د.عماد عبد اللطيف، مدرس البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب جامعة
القاهرة، تحليل الخطاب يتم على مستويين: مستوى الخطاب كمفردات وعبارات،
والمستوى الآخر هو أسلوب إلقاء الخطاب، مشيراً إلى أنه عند عمل مقارنة
خطابات ثورة 1952 وخطابات المجلس العسكرى الآن سنجد أن خطابات 52 كانت
تعتمد على الخطيب نفسه بدءاً ببيان السادات، الذى أعلن فيه الانقلاب
العسكرى، ثم محمد نجيب الذى كان يستخدم خطابا ودوداً حتى ظهور جمال عبد
الناصر، فقد كان يعتمد على أسلوب التأثير على الجمهور، بينما الآن الوضع
مختلف، حيث يتم الاعتماد على قوة البيان، لأنه لا يوجد قائد يلتف حوله
الشعب.
وأضح عبد اللطيف أن أهم سمات الخطاب فى فترة التحول فى ثورة 52 هى الظروف
المحيطة من اضطرابات ومظاهرات التى ساعدت على تركيز السلطة فى يد الجيش
وإحكام قبضته، فقام بوصف كل مخالف له بالفساد، وقام باتباع سياسة التطهير
ومهاجمة كل القوى السياسية الموجودة، بدءاً باليساريين وانتهاءً بالإخوان،
أما المجلس العسكرى الآن لا يقدم نفسه بأنه صاحب الثورة، ولكنه يمارس
السلطة، ويتحكم فى زمام الأمور بشكل كامل، لافتا إلى أن الخطورة الآن أن
المجلس العسكرى وضع نفسه فى حالة صدام مع الثوار، وإن كانت خطابته تدعو
إلى استمرار الحوار، إلا أن النبرة التى يستخدمها تهدم كل جسور الحوار.
بينما أكد المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، أن
عودة الاعتصام بالتحرير وكل ميادين الجمهورية هو الحل الأكيد لتحقيق
المطالب للثوار، مشيراً إلى أنه لو تطلب الأمر إعلان العصيان المدنى فلا
مانع من ذلك، لأن الوضع الحالى والبيانات الأخيرة التى بدأ الجيش فى
الخروج مؤخرا تنبىء بتخليه عن التزاماته التى وعد بها الشعب.
وطلب الدسوقى من الشعب المصرى والقوى السياسية الضغط بكل ما تملك من وسائل
للوصول لمطالبها، مثلما فعل الضباط الأحرار فى ثورة يوليو، وسعوا بكل ما
يملكون من قوى وإمكانيات للوصول لمصالحهم الخاصة، ولم يحققوا من المبادىء
التى وضعوها إلا ما خدم مصلحتهم.
الإثنين 3 ديسمبر - 2:28 من طرف linda mousl@yahoo.com
» لا تطفئ النور
الجمعة 11 نوفمبر - 12:24 من طرف ابن الملك
» مارمينا والبابا كيرلس و الأنبا غريغوريس شفونى من جلطة بالمخ
الجمعة 11 نوفمبر - 12:22 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:19 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:19 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:18 من طرف ابن الملك
» حوار مع امنا الغالية العذراء مريم
الجمعة 11 نوفمبر - 12:16 من طرف ابن الملك
» حوار مع امنا الغالية العذراء مريم
الجمعة 11 نوفمبر - 12:15 من طرف ابن الملك
» اليوم : 11 من شهر توت المبارك لسنة 1728 للشهداء أحسن الله إنقضاءه
الأربعاء 21 سبتمبر - 18:44 من طرف ابن الملك