مسلم بيحب مسيحية و العكس برضو .. هي مراية الحب عمياء للدرجة دي !!
هي مراية الحب عمياء للدرجة دي!!
سؤال: إذا دق قلبك بعد طول انتظار هل تتخلى عن دينك وتهجر أهلك من أجل من تحب؟
شاب وفتاة يعجب كل منهما بالآخر، يتفقان على الزواج، لكنهما يقرران الهرب والبُعد عن محل إقامتهما؛ خوفاً من بطش أسرة الفتاة. هكذا تبدأ الحكاية...
يعيش كل منا رحلة شاقة للبحث عن نصفه الآخر الذي يتمم روحه، فيمتزجان في كيان واحد متصل بالوجدان والروح وإن كانا منفصلين بالجسد؛ منا من يجد رُبعاً أو خُمساً أو عُشراً، لكن دوماً يبقى الحب ناقصاً وغير مكتمل. ولكن ماذا إن عثر عليه -ربما يكون مصيباً أو مخطئاً- من يتمم مشاعره وقلبه لتلتحم به روحه، لكنه رغم هذا سيبقى بعيداً عنه غير قادر على أن يمزج روحك بروحه وأنفاسك بأنفاسه؛ لأنه لو حدث سينقلب العنوان من قصة حب ملتهبة إلى نيران تشتعل جذوتها.. إلى أحد أكثر العناوين كراهة وتشدداً.. فتنة طائفية!
ما دفعنا لطرح هذه القضية وعرضها للمناقشة هو انتشار ظاهرة الزواج بين مختلفي الديانات، وتكرارها بشكل ملحوظ؛ كان آخرها تلك المشكلة التي وردتنا من قارئة تطلب العون لحل مشكلتها في أسرع وقت:
"أنا عندي 17 سنة، وحبيت ولد مسيحي، وأنا مسلمة، اتعرفنا من سنة بالصدفة، وكنت معجبة جداً بيه في الأول، وبعدين ابتدينا نتكلم في الموبايل، وبعدين حبينا بعض جداً، والعلاقة تطورت جداً بيننا؛ بقت زي اتنين متجوزين بالرغم من إني لسه بنت، والعلاقة مستمرة حتى الآن. ووعدني كذا مرة إنه هيبقى زيي، وكان على طول بيرجع في كلامه، وكنا مش متفاهمين في الأول خالص، واستحملته، وبعدين حسيت إننا أكتر اتنين متفاهمين دلوقتي".H
يتضح أن الفتاة ما زالت في طور المراهقة، وأن مرآة الحب قد غيّبت صوت عقلها، فأعمتها عن المصير الذي ينتظرها حيث إنها على مشارف الانزلاق إلى هوة سحيقة في قرارها نيران مستعرة، ستأكلها أول من تأكل، فسيبطش بها أهلها بمجرد معرفتهم بفعلتها، وستتسبب في فضيحة وربما كارثة لأسرتها وأسرة الفتى.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل من المقبول في مجتمعنا أن يضحي أحدنا بدينه وعقيدته فيخسر أصدقاءه وعائلته وذويه في سبيل من يحب؟ ليس هذا فحسب وإنما سيقع عليه عبء نظرة الآخرين والحديث هنا عن أصحاب الطائفتين (المسلمين والمسيحيين). ويبقى السؤال: هل الحب -والحب فقط- يعد دافعاً قوياً للتخلي عن العقيدة والتحول لعقيدة أخرى دون رويّة أو اقتناع؟
رغم ما يسببه ذلك النوع من المشكلات من ألم عميق؛ عادة ما يكون ردنا أن الحب أمر يختلف عن الزواج بما يترتب عليه من واجبات ومسئوليات، لكن لاحظنا انتشار هذا الموضوع في الفترة الأخيرة فكم سمعنا عن حادث اختفاء فتاة أو هروب أخرى مع من تحب بعد أن تركت دينها لتتمكن من الزواج منه. ولكثرة ما قيل عن هذا الموضوع، ولأننا ندرك جيداً أن الحديث عنه أمر شائك، فقد قررنا التنحي جانباً لتبقى مهمتنا هي عرض وجهتي النظر لكلا الديانتين الإسلامية والمسيحية:
المسلم يعترف بدين المسيحية واليهودية ويؤمن بكتابها
وجهة النظر الإسلامية
قال تعالى: {وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: 221].
وقال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [المائدة: 5].
الآية 221 من سورة البقرة توضح أن الزواج من غير المؤمن (المشرك بالله) سواء كان رجلاً أو امرأة غير جائز تماماً تحت أي ظرف من الظروف. بينما جاءت الآية الخامسة من سورة المائدة لتوضح أنه يُستثنى من هؤلاء نساء أهل الكتاب من اليهود والنصارى.. يعني يجوز للمسلم الزواج من كتابية، ولا يجوز للمسلمة الزواج من كتابي.
هل الإسلام دين عنصري!!
ربما يتهم البعض الإسلام بالعنصرية والتمييز؛ لأنه يتيح للرجال فعل ما يريدونه، في حين يحرّم هذا على النساء؛ هذه الاتهامات غالبا ما يوجّهها بعض المستشرقين وجمعيات حقوق النساء.. وقد ردّ على هذه المغالطة العديد من المفكرين الإسلاميين، ونسرد رد بعضهم فيما يلي:
الدكتور "نصر فريد واصل" مفتي الديار المصرية الأسبق وأستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر يقول: الإسلام حريص كل الحرص على توفير عنصر الاحترام من الزوج لعقيدة زوجته وعبادتها، وفي ذلك ضمان وحماية للأسرة من الانهيار. وكما نعرف أن للرجل حق القوامة على زوجته وأن عليها طاعته في ما يأمرها به من معروف، ومن هذا معنى الولاية والسلطان عليها. والزوج غير المسلم لا يعترف بدين المسلمة ولا يؤمن بكتابها ويجحد رسالة نبيها ولا يمكن لبيت أن يستقر ولا لحياة أن تستمر مع هذا الخلاف العقائدي بين المسلمة وزوجها غير المسلم الذي ينكر عليها دينها ولا يقرها عليه ولا يؤمن بدينها ولا بنبيها ولا بكتابها.
أما في إباحة زواج المسلم بالكتابية فليس في هذا تأثير في الكتابية، فالمسلم يعترف بدين المسيحية واليهودية ويؤمن بكتابها ويصدّق بنبيها ويجعل الإيمان بذلك جزءاً لا يتجزأ لا يتم إيمانه إلا به، ولذا يقول الله تبارك وتعالى في عقيدة المسلم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
لا يؤمن أهل الكتاب إلا برسلهم وكتبهم
المسألة مسألة ولاية وقوامة
وهذا ما يؤكده الداعية الدكتور "يوسف القرضاوي" بقوله: المسلم يؤمن بكل الرسل بمن فيهم موسى وعيسى عليهما السلام، وبكل الكتب بما فيها التوراة والإنجيل وبينما لا يؤمن أهل الكتاب إلا برسلهم وكتبهم. وقد أجاز الإسلام للزوجة الكتابية المتزوجة من مسلم أن تذهب إلى أماكن عبادتها كالكنيسة والمعبد. بينما لا يجيز الكتابيون للمسلمة -لو تزوّجوها- أن تذهب للمسجد وتُظهر شعائر الإسلام.
الخلاصة أن سماح الإسلام بزواج المسلم من كتابية (يهودية أو نصرانية) هو استثناء من أصل لحالات خاصة يلجأ لها المسلم، وعندما يتزوج المسلم من كتابية فليس هناك مشكلة؛ لأن المسلم يؤمن بجميع الأنبياء والكتب السماوية، فلا مشكلة بين الاثنين، خاصة وأن دينه الإسلامي يأمره بأن يكون عادلاً مع زوجته، ولو كانت كتابية، ويجب على كل من يقدم على هذه الخطوة أن يكون متين العقيدة ملتزماً بدينه، كما يجب أن يفكر جيداً في العواقب، ولا يترك العاطفة وحدها تقوده، ولا يخطو خطوة واحدة إلا لو كان مقدراً لكل نتائجها، مستعداً لتحملها، ليس وحده فقط، ولكن هو وكل من سيتأثر بها.
الكنيسة ترفض زواج مختلفي الديانات
كما عرضنا الموضوع من وجهة النظر الإسلامية نناقشه هنا من وجهة النظر المسيحية وعند التوجه بهذه التساؤلات لعدد من رجال الدين المسيحي كانت إجاباتهم كالتالي:
وجهة النظر المسيحية
"من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً؛ فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان".
الزواج في العقيدة المسيحية هو زواج أبدي تحكمه الكنيسة فلابد أن يتم عن طريقها ويقوم به رجل دين مسيحي، والزواج هنا لا طلاق فيه إلا لسبب واحد هو الزنا، وهنا نتحدث عن الكنيسة الشرقية على وجه التحديد وعن العقيدة الأرثوذكسية باعتبارها تمثل عقيدة أغلبية مسيحيي الشرق بصفة عامة ومصر بصفة خاصة..
كيف ترى الكنيسة زواج مختلفي الديانات؟؟
الكنيسة ترفض زواج مختلفي الديانات فلا بد أن يتم الزواج بين رجل وامرأة متحدي المِلة. قد يكون هناك زواج بين رجل مسلم وامرأة مسيحية وهو زواج مدني له شرعيته أمام القانون والمجتمع، إلا أنه من وجهة نظر الكنيسة لا وجود له ولا توافق عليه ولا تعترف به.
هل موقف الكنيسة واحد في حالة زواج مسلم من مسيحية أو مسيحي من مسلمة؟؟
الحالة الثانية أساساً غير مطروحة؛ فالشريعة الإسلامية لا تبيحها وبالتالي لا وجود لها في المجتمع المصري، ولكن من وجهة نظر الكنيسة فهي تتعامل مع الحالتين كأنما لا وجود لهما، فهو زواج مدني والزواج الذي تعترف به الكنيسة هو الزواج الكنسي الذي يتم داخلها على يد رجل دين مسيحي.
وماذا يترتب على هذا الزواج؟ وماذا يحدث في حالة الانفصال؟؟
هو ليس زواجا من وجهة نظر الكنيسة كما سبق؛ لذا فالفتاة هنا تعتبر منفصلة عن الكنيسة، ومن ثم لا تمارس الشعائر الدينية داخل الكنيسة (مثل التناول أو الاعتراف)، أما لو عادت الفتاة من هذا الزواج فيطبّق عليها "قانون توبة"، وتخضع لعدد من "جلسات التوبة" حتى يتم التأكد من ثباتها على العقيدة وبعدها تعود للكنيسة.
إذن الزواج بين مختلفي الديانات ترفضه الكنيسة رفضاً قاطعاً، ويترتب عليه حرمان الزوجة أو الزوج من ممارسة شعائره الدينية، بل إن الزواج نفسه لا تعترف به الكنيسة ويصبح في نظرها لا وجود له، والأولاد الناتجون عنه لا وجود لهم. هذا عن نظرة الكنيسة نفسها؛ أما نظرة المجتمع فحدّث ولا حرج؛ فالقطيعة بين البنت وأهلها قادمة لا محالة، بل إنهم يتبرؤون منها ويعدّون زواجها من شخص على غير دينها فضيحة ونقطة سوداء في تاريخ العائلة بالكامل.
رغم أن هناك بعضاً من النماذج الناجحة لمثل هذا النوع من الزواج بين أصحاب الديانات المختلفة؛ أغلبها يعيش الآن منعزلاً أو سافر إلى خارج البلاد؛ فإننا من جانبنا لا نؤيد مثل هذا النوع من الزواج؛ لما يترتب عليه من مشاكل ترتبط ارتباطاً وثيقاً باختلاف العقيدة خاصة فيما يتعلق باختلاف الموروث الديني لدى الآباء، والذي يؤدي بدوره لاضطراب الهوية الثقافية والدينية لدى الأبناء، وانقطاعهم عن عائلات ذويهم، وما يترتب عليه من مشاكل تسببها نظرة المجتمع.
يا ترى الحب ده هينفع ولاّ لأ؟
ولو تمّ إيه اللي ممكن يحصل؟؟!!
هيكملوا ولاّ هتحصل مشاكل؟
أنتم رأيكم إيه؟؟
هي مراية الحب عمياء للدرجة دي!!
سؤال: إذا دق قلبك بعد طول انتظار هل تتخلى عن دينك وتهجر أهلك من أجل من تحب؟
شاب وفتاة يعجب كل منهما بالآخر، يتفقان على الزواج، لكنهما يقرران الهرب والبُعد عن محل إقامتهما؛ خوفاً من بطش أسرة الفتاة. هكذا تبدأ الحكاية...
يعيش كل منا رحلة شاقة للبحث عن نصفه الآخر الذي يتمم روحه، فيمتزجان في كيان واحد متصل بالوجدان والروح وإن كانا منفصلين بالجسد؛ منا من يجد رُبعاً أو خُمساً أو عُشراً، لكن دوماً يبقى الحب ناقصاً وغير مكتمل. ولكن ماذا إن عثر عليه -ربما يكون مصيباً أو مخطئاً- من يتمم مشاعره وقلبه لتلتحم به روحه، لكنه رغم هذا سيبقى بعيداً عنه غير قادر على أن يمزج روحك بروحه وأنفاسك بأنفاسه؛ لأنه لو حدث سينقلب العنوان من قصة حب ملتهبة إلى نيران تشتعل جذوتها.. إلى أحد أكثر العناوين كراهة وتشدداً.. فتنة طائفية!
ما دفعنا لطرح هذه القضية وعرضها للمناقشة هو انتشار ظاهرة الزواج بين مختلفي الديانات، وتكرارها بشكل ملحوظ؛ كان آخرها تلك المشكلة التي وردتنا من قارئة تطلب العون لحل مشكلتها في أسرع وقت:
"أنا عندي 17 سنة، وحبيت ولد مسيحي، وأنا مسلمة، اتعرفنا من سنة بالصدفة، وكنت معجبة جداً بيه في الأول، وبعدين ابتدينا نتكلم في الموبايل، وبعدين حبينا بعض جداً، والعلاقة تطورت جداً بيننا؛ بقت زي اتنين متجوزين بالرغم من إني لسه بنت، والعلاقة مستمرة حتى الآن. ووعدني كذا مرة إنه هيبقى زيي، وكان على طول بيرجع في كلامه، وكنا مش متفاهمين في الأول خالص، واستحملته، وبعدين حسيت إننا أكتر اتنين متفاهمين دلوقتي".H
يتضح أن الفتاة ما زالت في طور المراهقة، وأن مرآة الحب قد غيّبت صوت عقلها، فأعمتها عن المصير الذي ينتظرها حيث إنها على مشارف الانزلاق إلى هوة سحيقة في قرارها نيران مستعرة، ستأكلها أول من تأكل، فسيبطش بها أهلها بمجرد معرفتهم بفعلتها، وستتسبب في فضيحة وربما كارثة لأسرتها وأسرة الفتى.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل من المقبول في مجتمعنا أن يضحي أحدنا بدينه وعقيدته فيخسر أصدقاءه وعائلته وذويه في سبيل من يحب؟ ليس هذا فحسب وإنما سيقع عليه عبء نظرة الآخرين والحديث هنا عن أصحاب الطائفتين (المسلمين والمسيحيين). ويبقى السؤال: هل الحب -والحب فقط- يعد دافعاً قوياً للتخلي عن العقيدة والتحول لعقيدة أخرى دون رويّة أو اقتناع؟
رغم ما يسببه ذلك النوع من المشكلات من ألم عميق؛ عادة ما يكون ردنا أن الحب أمر يختلف عن الزواج بما يترتب عليه من واجبات ومسئوليات، لكن لاحظنا انتشار هذا الموضوع في الفترة الأخيرة فكم سمعنا عن حادث اختفاء فتاة أو هروب أخرى مع من تحب بعد أن تركت دينها لتتمكن من الزواج منه. ولكثرة ما قيل عن هذا الموضوع، ولأننا ندرك جيداً أن الحديث عنه أمر شائك، فقد قررنا التنحي جانباً لتبقى مهمتنا هي عرض وجهتي النظر لكلا الديانتين الإسلامية والمسيحية:
المسلم يعترف بدين المسيحية واليهودية ويؤمن بكتابها
وجهة النظر الإسلامية
قال تعالى: {وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: 221].
وقال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [المائدة: 5].
الآية 221 من سورة البقرة توضح أن الزواج من غير المؤمن (المشرك بالله) سواء كان رجلاً أو امرأة غير جائز تماماً تحت أي ظرف من الظروف. بينما جاءت الآية الخامسة من سورة المائدة لتوضح أنه يُستثنى من هؤلاء نساء أهل الكتاب من اليهود والنصارى.. يعني يجوز للمسلم الزواج من كتابية، ولا يجوز للمسلمة الزواج من كتابي.
هل الإسلام دين عنصري!!
ربما يتهم البعض الإسلام بالعنصرية والتمييز؛ لأنه يتيح للرجال فعل ما يريدونه، في حين يحرّم هذا على النساء؛ هذه الاتهامات غالبا ما يوجّهها بعض المستشرقين وجمعيات حقوق النساء.. وقد ردّ على هذه المغالطة العديد من المفكرين الإسلاميين، ونسرد رد بعضهم فيما يلي:
الدكتور "نصر فريد واصل" مفتي الديار المصرية الأسبق وأستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر يقول: الإسلام حريص كل الحرص على توفير عنصر الاحترام من الزوج لعقيدة زوجته وعبادتها، وفي ذلك ضمان وحماية للأسرة من الانهيار. وكما نعرف أن للرجل حق القوامة على زوجته وأن عليها طاعته في ما يأمرها به من معروف، ومن هذا معنى الولاية والسلطان عليها. والزوج غير المسلم لا يعترف بدين المسلمة ولا يؤمن بكتابها ويجحد رسالة نبيها ولا يمكن لبيت أن يستقر ولا لحياة أن تستمر مع هذا الخلاف العقائدي بين المسلمة وزوجها غير المسلم الذي ينكر عليها دينها ولا يقرها عليه ولا يؤمن بدينها ولا بنبيها ولا بكتابها.
أما في إباحة زواج المسلم بالكتابية فليس في هذا تأثير في الكتابية، فالمسلم يعترف بدين المسيحية واليهودية ويؤمن بكتابها ويصدّق بنبيها ويجعل الإيمان بذلك جزءاً لا يتجزأ لا يتم إيمانه إلا به، ولذا يقول الله تبارك وتعالى في عقيدة المسلم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
لا يؤمن أهل الكتاب إلا برسلهم وكتبهم
المسألة مسألة ولاية وقوامة
وهذا ما يؤكده الداعية الدكتور "يوسف القرضاوي" بقوله: المسلم يؤمن بكل الرسل بمن فيهم موسى وعيسى عليهما السلام، وبكل الكتب بما فيها التوراة والإنجيل وبينما لا يؤمن أهل الكتاب إلا برسلهم وكتبهم. وقد أجاز الإسلام للزوجة الكتابية المتزوجة من مسلم أن تذهب إلى أماكن عبادتها كالكنيسة والمعبد. بينما لا يجيز الكتابيون للمسلمة -لو تزوّجوها- أن تذهب للمسجد وتُظهر شعائر الإسلام.
الخلاصة أن سماح الإسلام بزواج المسلم من كتابية (يهودية أو نصرانية) هو استثناء من أصل لحالات خاصة يلجأ لها المسلم، وعندما يتزوج المسلم من كتابية فليس هناك مشكلة؛ لأن المسلم يؤمن بجميع الأنبياء والكتب السماوية، فلا مشكلة بين الاثنين، خاصة وأن دينه الإسلامي يأمره بأن يكون عادلاً مع زوجته، ولو كانت كتابية، ويجب على كل من يقدم على هذه الخطوة أن يكون متين العقيدة ملتزماً بدينه، كما يجب أن يفكر جيداً في العواقب، ولا يترك العاطفة وحدها تقوده، ولا يخطو خطوة واحدة إلا لو كان مقدراً لكل نتائجها، مستعداً لتحملها، ليس وحده فقط، ولكن هو وكل من سيتأثر بها.
الكنيسة ترفض زواج مختلفي الديانات
كما عرضنا الموضوع من وجهة النظر الإسلامية نناقشه هنا من وجهة النظر المسيحية وعند التوجه بهذه التساؤلات لعدد من رجال الدين المسيحي كانت إجاباتهم كالتالي:
وجهة النظر المسيحية
"من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً؛ فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان".
الزواج في العقيدة المسيحية هو زواج أبدي تحكمه الكنيسة فلابد أن يتم عن طريقها ويقوم به رجل دين مسيحي، والزواج هنا لا طلاق فيه إلا لسبب واحد هو الزنا، وهنا نتحدث عن الكنيسة الشرقية على وجه التحديد وعن العقيدة الأرثوذكسية باعتبارها تمثل عقيدة أغلبية مسيحيي الشرق بصفة عامة ومصر بصفة خاصة..
كيف ترى الكنيسة زواج مختلفي الديانات؟؟
الكنيسة ترفض زواج مختلفي الديانات فلا بد أن يتم الزواج بين رجل وامرأة متحدي المِلة. قد يكون هناك زواج بين رجل مسلم وامرأة مسيحية وهو زواج مدني له شرعيته أمام القانون والمجتمع، إلا أنه من وجهة نظر الكنيسة لا وجود له ولا توافق عليه ولا تعترف به.
هل موقف الكنيسة واحد في حالة زواج مسلم من مسيحية أو مسيحي من مسلمة؟؟
الحالة الثانية أساساً غير مطروحة؛ فالشريعة الإسلامية لا تبيحها وبالتالي لا وجود لها في المجتمع المصري، ولكن من وجهة نظر الكنيسة فهي تتعامل مع الحالتين كأنما لا وجود لهما، فهو زواج مدني والزواج الذي تعترف به الكنيسة هو الزواج الكنسي الذي يتم داخلها على يد رجل دين مسيحي.
وماذا يترتب على هذا الزواج؟ وماذا يحدث في حالة الانفصال؟؟
هو ليس زواجا من وجهة نظر الكنيسة كما سبق؛ لذا فالفتاة هنا تعتبر منفصلة عن الكنيسة، ومن ثم لا تمارس الشعائر الدينية داخل الكنيسة (مثل التناول أو الاعتراف)، أما لو عادت الفتاة من هذا الزواج فيطبّق عليها "قانون توبة"، وتخضع لعدد من "جلسات التوبة" حتى يتم التأكد من ثباتها على العقيدة وبعدها تعود للكنيسة.
إذن الزواج بين مختلفي الديانات ترفضه الكنيسة رفضاً قاطعاً، ويترتب عليه حرمان الزوجة أو الزوج من ممارسة شعائره الدينية، بل إن الزواج نفسه لا تعترف به الكنيسة ويصبح في نظرها لا وجود له، والأولاد الناتجون عنه لا وجود لهم. هذا عن نظرة الكنيسة نفسها؛ أما نظرة المجتمع فحدّث ولا حرج؛ فالقطيعة بين البنت وأهلها قادمة لا محالة، بل إنهم يتبرؤون منها ويعدّون زواجها من شخص على غير دينها فضيحة ونقطة سوداء في تاريخ العائلة بالكامل.
رغم أن هناك بعضاً من النماذج الناجحة لمثل هذا النوع من الزواج بين أصحاب الديانات المختلفة؛ أغلبها يعيش الآن منعزلاً أو سافر إلى خارج البلاد؛ فإننا من جانبنا لا نؤيد مثل هذا النوع من الزواج؛ لما يترتب عليه من مشاكل ترتبط ارتباطاً وثيقاً باختلاف العقيدة خاصة فيما يتعلق باختلاف الموروث الديني لدى الآباء، والذي يؤدي بدوره لاضطراب الهوية الثقافية والدينية لدى الأبناء، وانقطاعهم عن عائلات ذويهم، وما يترتب عليه من مشاكل تسببها نظرة المجتمع.
يا ترى الحب ده هينفع ولاّ لأ؟
ولو تمّ إيه اللي ممكن يحصل؟؟!!
هيكملوا ولاّ هتحصل مشاكل؟
أنتم رأيكم إيه؟؟
الإثنين 3 ديسمبر - 2:28 من طرف linda mousl@yahoo.com
» لا تطفئ النور
الجمعة 11 نوفمبر - 12:24 من طرف ابن الملك
» مارمينا والبابا كيرلس و الأنبا غريغوريس شفونى من جلطة بالمخ
الجمعة 11 نوفمبر - 12:22 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:19 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:19 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:18 من طرف ابن الملك
» حوار مع امنا الغالية العذراء مريم
الجمعة 11 نوفمبر - 12:16 من طرف ابن الملك
» حوار مع امنا الغالية العذراء مريم
الجمعة 11 نوفمبر - 12:15 من طرف ابن الملك
» اليوم : 11 من شهر توت المبارك لسنة 1728 للشهداء أحسن الله إنقضاءه
الأربعاء 21 سبتمبر - 18:44 من طرف ابن الملك