القديس موسى الأسود
1- موسى الأسود ونشأته الأولى:
1- موسى الأسود ونشأته الأولى:
قيل عن موسى أنه من أحدى
قبائل البربر وقيل أيضا أنه كان حبشيا وكان أولا خادما أو عبدا فى بيت
مسئول مصرى وبسبب حياته الغير أخلاقية عامة ولكن بالأخص بسبب سرقاته
المستمرة طرده سيدة فصار قاطع للطريق ولصا.
ومن المرجح أن موسى الأسود ولد سنة 340 وكان موسى ضخم الجثة قوى العضلات وشرسا جدا فجمع حوله جماعة من اللصوص صاروا رعب المنطقة.
وفى ذات مرة دبر موسى
جريمة شنعاء ، ولكن الخطة فسدت بسبب نباح كلب الحراسة الذى كان يحرس الغنم
، فأقسم موسى أن يقتل الراعى ولكى يصل اليه كان على موسى أن يسبح عبر
النيل والسيف بين أسنانه ، إلا أن الراعى إختبأ فى حفرة وسط الرمال فلم
يجده موسى ، فإنتقم بأن قتل أربعة خراف وربطهم سويا وسحبهم وراءه عبر
النهر ، ثم سلخ موسى الخراف وطبخها ، وأكل أحسن ما فيها وباع الجلد وإشترى
بثمنه خمرا ثم سار فى طريقه خمسين ميلا حتى وصل الى رفاقه ، هكذا كان
موسى!!- موسى الأسود يأتى الى وادى النطرون:
جاء عن موسى أنه كان فى
أكثر أوقاته يتطلع الى الشمس ويخاطبها قائلا: إن كنت أنت الإله فعرفينى ،
ثم يقول : وأنت أيها الإله الذى لا أعرفه عرفنى ذاتك ، فسمع يوما من يقول
له : إن رهبان وادى النطرون يعرفون الله فإذهب اليهم وهم يعرفونك فقام
لوقته وتقلد سيفه وأتى الى البرية فإلتقى بالقديس إيسوذوروس القس الذى لما
رآه خاف من منظره فطمآنه القديس موسى قائلا: إنه إنما آتى اليهم ليعرفوه
الإله ، فأتى به الى القديس مكاريوس الكبير الذى وعظه ولقنه الإيمان. - موسى الأسود يقدم توبته:
بالرغم من شرور موسى
وحياته السوداء أمام الجميع إلا أن الله الرحوم وجد فى قلب موسى إستعدادا
للحياة معه فكان من وقت سماعه عن آباء برية شيهيت القديسين وشدة طهارة
سيرتهم وجاذبيتهم العجيبة للأخرين أنه ذهب الى البرية وهناك إلتقى موسى
بالقديس إيسوذوروس الذى كلمه كثيرا بكلام الله وكلمه عن الدينونة والخلاص
وكان لكلمة الله الحية عملها داخل قلبه وإستكملت فاعليتها داخل نفسه ،
فكانت دموعه مثل الماء الساقى وكان الندم الحار يجتاح نفسه ويقلق نومه ،
وهكذا كره حياته الشريرة وعزم على التخلص منها فقام الى القديس إيسوذوروس
ثانية. - موسى الأسود يعترف بخطاياه وينال المعمودية:
كان موسى يركع أمام القديس
إيسوذوروس ويعترف بصوت عال بعيوبه وجرائمه الماضية فى تواضع كثير وبشكل
يدعو الى الشفقة ووسط دموع غزيرة ، فأخذه القديس إيسوذوروس الى حيث يقيم
القديس مكاريوس الكبير الذى أخذ يعلمه ويرشده برفق ولين ثم منحه صبغة
المعمودية المقدسة وإعترف علنا فى الكنيسة بجميع خطاياه وقبائحة الماضية
وكان القديس مكاريوس أثناء الإعتراف يرى لوحا عليه كتابة سوداء وكلما
إعترف موسى بخطية مسحها ملاك الله حتى إذا إنتهى من الإعتراف وجد اللوح
أبيضا. - موسى الأسود وعمل التوبة فيه:
عملت التوبة عملها القوى
فى موسى الأسود ، فقد نقلت عبدا كافرا قاتلا زانيا سارقا وصيرته أبا
ومعلما وكاهنا ووضع قوانين للرهبان ومذكورا على المذبح فى الصلوات. - موسى الأسود يسترشد بالقديس إيسوذوروس:
إتخذ موسى لنفسه مرشدا روحيا عملاقا هو القديس إيسوذوروس قس الإسقيط وإليك بعض المواقف فى هذا الإرشاد:
أ) بينما
كان موسى مداوما على الصلاة والصوم والتأمل إذ بشيطان الخطية يعيد الى
ذاكرته العادات المرزولة القديمة ويزينها بعد أن إستنارت روحه وعادت الى
معرفة الله ولما أشتدت عليه وطأة الأفكار الشريرة مضى الى القديس
إيسوذوروس وأخبره بحرب الجسد الثائرة ضده فعزاه قائلا لا تحزن هكذا وأنت
مازلت فى بدء الصعوبات ولمدة طويلة سوف تأتى رياح التجارب وتقلق روحك فلا
تخف ولا تجزع ، وأنت إذا ثابرت على الصوم والسهر وإحتقار أباطيل هذا
العالم سوف تنتصر على شهوات الجسد ، فإستفاد موسى من كلام القديس
إيسوذوروس ورجع الى قلايته منفردا وممارسا أنواع كثيرة من إماتتة الجسد
ولم يتناول سوى القليل من الخبز مرة واحدة فقط فى اليوم كله مثابرا على
الصلوات وعمل اليدين.
ب) لقد
تزايد موسى جدا فى النسك وفى مقاتلته لذاته لدرجة كبيرة ولكن بالرغم من
هذه الإماتات والسهر وقهر الذات لم يمكنه من أن يلاشى من مخيلته تلك
الأشباح الدنسة ، بل كانت تزداد كلما إزداد هو فى محاربتها ، وربما كانت
تقشفاته هذه دون إذن مرشده الروحى لأنه لما ذهب اليه يشكو حاله قال له
ينبغى عليك الإعتدال فى كل شىء حتى فى أعمال الحياة النسكية ، كما قال له
أيضا يا ولدى كف عن محاربة الشياطين لأن الإنسان له حد فى قوته ولكن إذا
لم يرحمك الله ويعطيك الغلبة عليهم هو وحده فما تقدر عليهم أبدا ، إمض
الآن وسلم أمرك لله وإنسحق أمامه وداوم على الاتضاع وإنسحاق النفس فإذا
نظر الله الى صبرك وإتضاعك فإنه يرحمك ، فأجاب موسى: إنى أثق فى الله الذى
وضعت فيه كل رجائى أن أكون دائما ضد الشياطين ولا أبطل إثارة الحرب ضدهم
حتى يرحلوا عنى.
فلما رأى منه القديس
إيسوذوروس هذا الإيمان حينئذ قال : وأنا أؤمن أيضا بسيدى يسوع المسيح
وبإسم يسوع المسيح من هذا الوقت فصاعدا سوف تبطل الشياطين قتالها عنك
وإستمر موسى يعمل كقول القديس إيسوذوروس مواظبا على ذلك فأعطاه الله نعمة
عظيمة وتواضعا وسكونا فإنحلت عنه قوة الأفكار ومن ذلك الوقت عاش موسى فى
سلام وإزداد حكمة.
ت) قيل
إن موسى قوتل بالزنى قتالا شديدا فى بعض الأوقات ، فقام ومضى الى أنبا
إيسوذوروس وشكا له حاله فقال له: إرجع الى قلايتك فقال له موسى : إنى لا
أستطيع يا معلم فصعد به الى سطح الكنيسة وقال له: أنظر الى الغرب فنظر
ورأى شياطين كثيرين متحفزين للحرب والقتال ثم قال له أنظر الى الشرق فنظر
ورأى ملائكة كثيرين يمجدون الله ، فقال له: أولئك الذين رأيتهم فى الغرب
هو محاربونا ، أما الذين رأيتهم فى الشرق فإنهم معاونونا ألا نتشجع ونتقو
إذن ما دام ملائكة الله يحاربون عنا ، فلما رآهم موسى فرح وسبح الله ورضع
الى قلايته دون فزع. - موسى الأسود أصبح قدوة لزملائه اللصوص:
قيل أن هاجمه مرة وهو فى
قلايته بالإسقيط أربعة لصوص فهزمهم وربطهم سويا وحملهم على ظهره وتوجه الى
الكنيسة حيث ألقاهم على الأرض قائلا للرهبان المندهشين: غير مسموح لى
بمضرة أى أحد فماذا أصنع بهؤلاء؟ وقيل أن اللصوص أنفسهم تابوا وصاروا
رهبانا.
<blockquote class="postcontent restore ">
[b]8- موسى الأسود الرجل القوى:
لقد أطلق على قديسنا
الأنبا موسى الأسود بالقديس القوى وربما جاءت هذه الصفة لا لقوته فى
التوبة فحسب بل لقوته الجسدية أساسا حيث ذكر أن هذا القديس كان قويا فى
جسده وجبارا فى كل أعماله ، كما ذكر أيضا : وكان موسى الأسود طويل القامة
حاد النظرات ، شديد العضلات مفتول الساعدين.
[/b]
</blockquote>لقد أطلق على قديسنا
الأنبا موسى الأسود بالقديس القوى وربما جاءت هذه الصفة لا لقوته فى
التوبة فحسب بل لقوته الجسدية أساسا حيث ذكر أن هذا القديس كان قويا فى
جسده وجبارا فى كل أعماله ، كما ذكر أيضا : وكان موسى الأسود طويل القامة
حاد النظرات ، شديد العضلات مفتول الساعدين.
[/b]
ربما
جاءت هذه الصفة لا لقوته فى التوبة فحسب بل لقوته الجسدية أساسا حيث ذكر
أن هذا القديس كان قويا فى جسده وجبارا فى كل أعماله ، كما ذكر أيض
<blockquote class="postcontent restore ">
[b]9- موسى الأسود يتعب نفسه فى عمله اليومى:
كان موسى يتعب نفسه جدا فى ضفر الخوص كل يوم.
[/b]
</blockquote>كان موسى يتعب نفسه جدا فى ضفر الخوص كل يوم.
[/b]
[b]- موسى الأسود يعيش فى قلاية منفردة:
ولكثرة الزائرين إليه اشار
عليه القديس مكاريوس الكبير بأن يبتعد عن المكان الذى يعيش فيه الرهبان
الى قلاية منفردة فى القفر وللحال أطاع موسى وإنفرد فى قلايته وعاش فى
وحدته مثابرا على الجهاد الروحى وتزايد فيه جدا. [/b]
الإثنين 3 ديسمبر - 2:28 من طرف linda mousl@yahoo.com
» لا تطفئ النور
الجمعة 11 نوفمبر - 12:24 من طرف ابن الملك
» مارمينا والبابا كيرلس و الأنبا غريغوريس شفونى من جلطة بالمخ
الجمعة 11 نوفمبر - 12:22 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:19 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:19 من طرف ابن الملك
» الرب يسوع المسيح
الجمعة 11 نوفمبر - 12:18 من طرف ابن الملك
» حوار مع امنا الغالية العذراء مريم
الجمعة 11 نوفمبر - 12:16 من طرف ابن الملك
» حوار مع امنا الغالية العذراء مريم
الجمعة 11 نوفمبر - 12:15 من طرف ابن الملك
» اليوم : 11 من شهر توت المبارك لسنة 1728 للشهداء أحسن الله إنقضاءه
الأربعاء 21 سبتمبر - 18:44 من طرف ابن الملك